تطلع الشمس كل يوم كعادتها ، بعد انتهاء الليل كعادته أيضا ، نصحو كل يوم كعادتنا ، نسير إلى أعمالنا المعتادة أيضا ، الشوارع مزدحمة كعادتها ، الإشارات الضوئية محمرة تلهث تحت وطئة الزحام ، سيارات" الكيا" ما زالت الأثيرة لدى الشعب "محدود-الدخل" ، أصوات الباعة ترتفع بالنشيد المعتاد ، و سيارة الخردة تطلق زئيرها الذي يقض المضاجع كما دائما ، أجراس المدارس تقرع معلنة بدء الدوام ، و طلاب بمراييل زرقاء يقفزون عن السور الخلفي للمدرسة برشاقة من اعتاد فعل ذلك ، الدروس مملة كالعادة ، و الدوام ينتهي بقرع الشمس لأجراسها ، عندما تتوسط السماء لاهبة رؤوس السائرين تحتها ، و رافعة لأصوات ضجيج الطلاب وهم يعيشون فرحة الإفراج عنهم ، الشوارع تأز بالزحام من جديد، الكل على عجلة من أمره كعادته ، يريد أن يصل بسرعة ليكمل جدول عاداته المتبقية ، التلفاز ينقل أعداد القتلى والمصابين والشهداء كل يوم كعادته ، و حرب جديدة يصعد دخانها عاليا ولا نستغرب لأننا اعتدنا ذلك ، قنوات الطبخ التي تتكاثر أضحت ملاذا آمنا لنا بعيدا عن ضجيج الدماء ، أمي تحضر الطعام كعادتها ، أرغفة الخبز ترافق الأطباق كلها كما اعتادت هي ، غرفة الجلوس مزدحمة بهواتفنا لا بنا ! تشاركها التابات و التكنولوجيا الأخرى التي تكرهها أمي و عبثا نقنعها بأنها تستخدم للتواصل ، لأنها ببساطة لا تفعل ذلك ، الليل يجر خطاه ليطفئ لهيب الشمس كما اعتاد ، يقطع هدوءه أصوات الزمامير التي تصدح لا لشيء إلا لأنها اعتادت ذلك.
الكل يذهب إلى السهرة مع هاتفه ، ننام كما اعتدنا ، و نصحو عندما تطلع الشمس مرة أخرى ، كعادتها !
الأشياء تملك رونقا على بساطتها ، لكنها سرعان ما تفقده لأننا اعتدناها
جرب أن تصحو صباحا للتفاجأ بأن الشمس هنا ! ، أن تسير إلى عملك كأنه يومك الأول هناك ، أن تستغرب وجود الزحام ، أن تشعر بمعاناة الإشارات الضوئية بدل شتمها لتضيء بالخضرة لونها ، أن تعد سيارات "الكيا " كطفل يتعلم العد لأول مرة ، ومن ثم تتلعثم لكثرتها !، أن تفكر بلون آخر للمراييل الزرقاء الشاحبة ، أن تحاول عابثا التقاط أصوات العصافير من بين ضجيج الزحام ، أن تنظر إلى الشمس تتوسط السماء وتفرح ! تفرح لانها ما زالت هنا ، ما زال لديك وقت لتتفاجأ أكثر ! ، جرب السير على مهل ، وسلوك الطرق الطوييلة للوصول إلى منزلك ، عندما تصل إلى المنزل لا تفتح التلفاز ، قم صل ركعتين و ادعو فيهما لمن ماتوا بلا ذنب ، و ادعو الله أن يسلب حياة من كان سببا في سلبهم حياتهم ... أدخل إلى المطبخ بعدها ، أمسك بيدي أمك وارقص معها رقصة الفالس ، لتجدها تضحك من قلبها و تشيد بأنها لم تتأكد بأنك مجنون إلا الآن ، أزح أرغفة الخبز جانبا ، أرحها من عناء الاقتسام بين الأيدي و أن تكون " علكة ." بين الألسن ، دع الغداء يكون خفيف الكربوهيدرات كما درسك الأستاذ رفعت- الذي مات متفاجأ بجلطة- في مادة الأحياء ، أو ربما علوم الأرض ! لا يهم
اجمع هواتف كل من في الدار واقذفها في خزانة أمك التي تحتفظ فيها بكنوزها و أغلقها بإحكام ، ارمي المفتاح أو انتظر ! لا ترمه ، أعطه لأمك ستعرف تماما أين تخبئه
اجمع إخوتك و اجلسو على " البلكون " ، تذكروا معا " هبل " الطفولة واضحكوا ! ، اضحكوا ملء قلوبكم ثم تضاربوا مزحا " بس بالراحة " ! لا تذهب إلى النوم الليلة ، أعط السماء بعض وقتك لتتأمل في التماعها ، عد النجوم وأحص أشكالها ، جدتك تمسك بك متلبسا تغازل السماء ونجومها ، تقول لك : " يا ستي كانوا يكولولنا من زمان ، يلي بيعد النجوم بطلعلو كدهن تواليل
" تواليل مرة واحدة يا ستي ! قبل يدها ، وأكمل العد !
واغف في حضن السماء ، اصحو غدا وتفاجأ مرة أخرى
! ويسأل المتفلسفون : ما معنى أن تكون حيا ؟ ما معنى أن تكون ميتا ؟!
أن تكون ميتا يعني أن تعيش في رتابة كفيلة بقتل كل جميل فيك ! والزمن يتولى أكل بعضك من هنا وهناك حتى تموت أخيرا ، أن تحيا يعني أن لا يكون يومك مثل أمسك ، أن تحيا يعني أن تتفاجأ كل يوم بكل الأشياء التي تصادفك !
نعم هكذا يجب تعريف الحياة الحياة مفاجأة !
الكل يذهب إلى السهرة مع هاتفه ، ننام كما اعتدنا ، و نصحو عندما تطلع الشمس مرة أخرى ، كعادتها !
الأشياء تملك رونقا على بساطتها ، لكنها سرعان ما تفقده لأننا اعتدناها
جرب أن تصحو صباحا للتفاجأ بأن الشمس هنا ! ، أن تسير إلى عملك كأنه يومك الأول هناك ، أن تستغرب وجود الزحام ، أن تشعر بمعاناة الإشارات الضوئية بدل شتمها لتضيء بالخضرة لونها ، أن تعد سيارات "الكيا " كطفل يتعلم العد لأول مرة ، ومن ثم تتلعثم لكثرتها !، أن تفكر بلون آخر للمراييل الزرقاء الشاحبة ، أن تحاول عابثا التقاط أصوات العصافير من بين ضجيج الزحام ، أن تنظر إلى الشمس تتوسط السماء وتفرح ! تفرح لانها ما زالت هنا ، ما زال لديك وقت لتتفاجأ أكثر ! ، جرب السير على مهل ، وسلوك الطرق الطوييلة للوصول إلى منزلك ، عندما تصل إلى المنزل لا تفتح التلفاز ، قم صل ركعتين و ادعو فيهما لمن ماتوا بلا ذنب ، و ادعو الله أن يسلب حياة من كان سببا في سلبهم حياتهم ... أدخل إلى المطبخ بعدها ، أمسك بيدي أمك وارقص معها رقصة الفالس ، لتجدها تضحك من قلبها و تشيد بأنها لم تتأكد بأنك مجنون إلا الآن ، أزح أرغفة الخبز جانبا ، أرحها من عناء الاقتسام بين الأيدي و أن تكون " علكة ." بين الألسن ، دع الغداء يكون خفيف الكربوهيدرات كما درسك الأستاذ رفعت- الذي مات متفاجأ بجلطة- في مادة الأحياء ، أو ربما علوم الأرض ! لا يهم
اجمع هواتف كل من في الدار واقذفها في خزانة أمك التي تحتفظ فيها بكنوزها و أغلقها بإحكام ، ارمي المفتاح أو انتظر ! لا ترمه ، أعطه لأمك ستعرف تماما أين تخبئه
اجمع إخوتك و اجلسو على " البلكون " ، تذكروا معا " هبل " الطفولة واضحكوا ! ، اضحكوا ملء قلوبكم ثم تضاربوا مزحا " بس بالراحة " ! لا تذهب إلى النوم الليلة ، أعط السماء بعض وقتك لتتأمل في التماعها ، عد النجوم وأحص أشكالها ، جدتك تمسك بك متلبسا تغازل السماء ونجومها ، تقول لك : " يا ستي كانوا يكولولنا من زمان ، يلي بيعد النجوم بطلعلو كدهن تواليل
" تواليل مرة واحدة يا ستي ! قبل يدها ، وأكمل العد !
واغف في حضن السماء ، اصحو غدا وتفاجأ مرة أخرى
! ويسأل المتفلسفون : ما معنى أن تكون حيا ؟ ما معنى أن تكون ميتا ؟!
أن تكون ميتا يعني أن تعيش في رتابة كفيلة بقتل كل جميل فيك ! والزمن يتولى أكل بعضك من هنا وهناك حتى تموت أخيرا ، أن تحيا يعني أن لا يكون يومك مثل أمسك ، أن تحيا يعني أن تتفاجأ كل يوم بكل الأشياء التي تصادفك !
نعم هكذا يجب تعريف الحياة الحياة مفاجأة !