مقدمة في سيكولوجية الانسان المنبوذ
النبذ كما تناقله لسان الحال في مجتمعنا هو الاعتزال ومواراة الطرف عن المنبوذ , لربما لحنق او لانه مل التعامل مع هذا المنبوذ ولكن كل هذا يصب بسبب انتهاء اواصر العلاقة الطيبة بين الطرفين ايا كان لونها وكنهها , فلو لم تكن العلاقة موجودة لما كان منبوذا , فلقد مر وانتهى !
لكن ما الذي يحكم العلاقات في مجتعنا ؟ الا وهو التأثير المتمحض من جانبا الحب والكره فيقول وليام شيكسبير : " أن تحبي أو تكرهني هما لدي سيان , فإن احببتني فسأكون في قلبك وإن كرهتني فسأكون في عقلك " .
من هنا يتسنى لنا الحديث عن النبذ من بابين , هما فقدان الحب وزوال الكره وكلاهما يقود الى الاتأثير .
النبذ كما تناقله لسان الحال في مجتمعنا هو الاعتزال ومواراة الطرف عن المنبوذ , لربما لحنق او لانه مل التعامل مع هذا المنبوذ ولكن كل هذا يصب بسبب انتهاء اواصر العلاقة الطيبة بين الطرفين ايا كان لونها وكنهها , فلو لم تكن العلاقة موجودة لما كان منبوذا , فلقد مر وانتهى !
لكن ما الذي يحكم العلاقات في مجتعنا ؟ الا وهو التأثير المتمحض من جانبا الحب والكره فيقول وليام شيكسبير : " أن تحبي أو تكرهني هما لدي سيان , فإن احببتني فسأكون في قلبك وإن كرهتني فسأكون في عقلك " .
من هنا يتسنى لنا الحديث عن النبذ من بابين , هما فقدان الحب وزوال الكره وكلاهما يقود الى الاتأثير .
وفي حديثنا نستهل بالسبب الاول وهو فقدان الحب , ومن هنا قد بدا لحضرة القراء الكرام التشعبات وتجلت الخشية من الوقوع في فوضى المصطلحات .
تبديدا لتلك الفوضى سنتحدث عن اقسام وترتيبات الحب من جانب العلاقة بين أي شخصين , الحب بداية يقسم الى ثلاث أقسام , أولها حب النشوة , ثانيها حب القيمة اللذي ما يلبث إلا ليتوج بحب الشعور .
حب النشوة : وهو الاستئناس بالشخص بمجرد إبراز احدى خصاله ومن هنا تتبدى احد جوانب " شريعة " هذا الشخص في حياته وعمله وما الى ذلك , ويأتي المثال باستذكار مقالة سمو الحب للرافعي , ما بقي لسهم بن عبد الله حينئذ من مناص ولكن ........ " لولا أن رأى برهـــــــــــن ربــــــــــه " , فقد أدرك ان ما وقع به من نشوة في غرام تلك الراقصة هو من نشوة الحب ليس إلا , إلا ان ما يسترعي الانتباه اننا نستشف حبا من نوع اخر في هذه المقالة , أجل .......... أنه حب القيمة فوقتها قد لطم شهوته وصرح بحبه قائلا : لن ادع مودتي لك في الدنيا , سببا لعداوتنا في الاخرة وانصرف على صدى الاية الكريمة واربضت وجنتا الفتاة خجلا مما حدث : " الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ...... "
الا ترى ان هناك نشاز في هذا الحب ان كان مجرد تتابع ممل لسلسلة من التطورات الموضوعية , إنك ستجيب نعم لانه من الواضح وجود فاصل لمرحلة انتقالية من نوع الى اخر من العلاقة بينها , وهذا يتجلي في تخلي الشاب عن الاجتماع بمحبوبته , فقد اثر الرحيل بادئا مرحلة جديدة من الحب , وفصلا جديدا في علاقتهما فقد اثر تتويج حبهما بالجماع لانه لو توج سيبقى .......... نشوة ليس إلا .
حب القيمة هو أن تشعر بقيمة من تحب , وقد نرى منطقية التسمية من خلال اهماله للكمية , بموجب أنك تجد العيوب بمن تحب , ومع ذلك تتقبله , فنرى الكمية هنا مهملة تماما واقصد بالكمية التصرفات والخدمات وغيرها من مصالح العامة .
وهنا نستشف جلاء مفهومين جدد الا وهم الفهم والتفسير , فالفهم اصطلاحا هو الامام وادراك الحادثة , اما التفسير فهو الامام بالسبب " الحادثة " و ربطها بالمسبب , فلو اتبعنا الفهم المحض المجرد من دراسة عقائد المسبب لن ندري تماما ما فعل ولما وقد ينتهي الامر بالابتعاد والنفور من هذا الشخص , ومن هنا تبدأ المشكلة يقوم الطرف الاخر بزيادة ما يقوم به ظنا أنه غير كافي دون أن يلاحظ أنه يسقي أشجارا من حنضل كلما كبرت ازدادت سمية ونمت على أنقاض العلاقة بين الفردين إلى أن ينتهي الأمر بالهجر وأنكار أفعال الشخص وهنا تتم إصابة الشخص بأزمة وجودية مرحلية نتاج ما حدث رغم أنه لا يدري ماذا جرى , لكن لو عرف الناس الناس وما هي عقائدهم لاستنتجوا شريعتهم وايقنوا نظامهم , من هنا يأتي التفاهم وتجبر فراغات القفز في تلك المرحلة الانتقالية من نشوة الى قيمة ووصولا إلى حب الشعور .
حب الشعور وهو أن تتحرق شوقا للسماع من صديقك وأن تسأل عنه دوما وأن تناجيه وكأن انجح من فيه هو رسولنا عليه الصلاة والسلام فقد كان الحجر يسلم عليه وكانت النخلة ان ازاح يده عنها بكت .............
فهاهي اقسام الحب التي اخبرنا بها ومن هنا اعلم تماما ان ما قد خسرته من اصدقاء لربما كان من زللك وقصر نظرك فلا تسئ للناس , وكما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " حسن الظن من حسن العبادة " .
أما الان فنتحدث عن الكره , وكما استبقنا الحديث أن كل إنسان ينأى بنفسه عن النبذ بأن يترك تأثيرا بالاخرين وإن كان سلبيا !
أما هذا فلاأنه من طباع بني البشر حيث أن مفتاح كل إنسان هو الحاجة إلى القوة أولا , وثانيا الحاجة إلى التواصل الاجتماعي مع الاخرين ولا بد لنا أن نجد أن كلاهما مترابطتان معا في جبل الناس إلى أنواع كما _ إن جاز التعبير _ في حديث ابن القيم عن تصنيف الناس طبقا لسلامة قلوبهم إلى صادق قوي وصادق ضعيف ومعلول وميت . علاقات تلك الفئات معا قد نصفها على أنها حرب مترامية الاطراف . لكن قبل وصف هذه الحرب نعود للحديث عن هذه الاجناس
اولا الصادق القوي وهو من صدق نفسه في سره وصدق ارادته فأفشاها للملاء فأصبحوا مفسرين لما يفعل رابطوه بتلك القيمة المتأصلة لديه فقد خبروا محرماته وواجباته وما عابوه كيف لا وهم من يفسرون فهم ها هنا قد اذيبت نشوتهم وارادتهم بالاقتناع بما فعل .
ثانيا الصادق الضعيف وهو من وقع في فوضى الجد والعزم اما الجد فهو صدق الجهد والبذل والعزم فهو صدق الارادة فكيف لمن غلب الجد على العزم ان يفسر ويفهم كيف وهو فاقد للمعنى فلا يعطيه
ثالثا المعلول هو من خيل للناس أنه صادق في ارادته نافذ القلب يدرك ما هو الا انه من الداخل لايدري من هو إلا أنهم صدقوه لأنه لا يعرف الحقيقة
رابعا الميت فاقد الارادة والجد فهو لا يؤثر بغيره من حب او كره وبذلك فهو لن يتأثر فالسببية دورية
وهذه الالوان تتمحض من تلك الحاجات وتنبثق منها تعاملاتنا في مؤسساتنا ومجتمعنا
فالاول هو ذاك الصاعد من مجتمع فأفراد فجماعة في علاقاته وهو وحده من يعيش حب القيمة والشعور
اما الثاني فقد عابه الثالث فأصيب بما سمي بالأزمة الوجودية فما عاش الأ في مجتمع قد حلبه فاستهلك وعقر وما كان دواء عقره إلا التنظير على الاول وهنا بدأنا نعيش أول أنواع الكره ألا وهو الانتقام من الاول
والثالث ما إن صعد في الصباح الا أنه عاد الى عشه يلعق جراحه فهو غراب لايطير وما جرحه الا رؤية وهذا وذاك يعملان فيباشر تقريع نفسه والافتراء عليها بأنه قد فشل وكيف فشل أنه لا يدري فهو لا يعرف الفشل وهنا تكون قد ضيقت ثغرته التي يحارب منها فيضيق به الحصار وما هو الا هدوء سبق عاصفة حقده على الاول
والرابع فهو ميت
من هنا نستدل ان حاجتي كشخص تدفعني لذلك ان لم اطفئها انتهينا الى ما ذكرناه
لكن اخماد هذه الحاجة في اصله يكون باصلاح النفس
لكن كيف تنتظر لعقول خاطبت اشخاصا ان تفهم هذا
وهذا جل ما يحدث في مجتمعاتنا من تسفيه للاوائل فللاسف هم من نبذ
ومن هنا نرى انه ما من معيب لسيكولوجية المنبوذ ..... " من احد الزوايا فقط " لكنه ابتلاء لاصحاب الهم وشعل الهمة في مجتمعنا فالباحث في التاريخ يجده لا ينأى بذبح علمائه وسفك عفيفاته والامثلة كثيرة اقولها لكل شابة وشابة فيا أخواتي انظري الى زينب الغزالي و أسماء البلتاجي ويا أخوتي هاكم البنا والمودودي وغيرهم
من هم بهذا احبب بكلامي ان اذكره بأن العقول الكبيرة من تخاطب الافكار , امضي بدربك وتوكل
" الله بفرجها "
تبديدا لتلك الفوضى سنتحدث عن اقسام وترتيبات الحب من جانب العلاقة بين أي شخصين , الحب بداية يقسم الى ثلاث أقسام , أولها حب النشوة , ثانيها حب القيمة اللذي ما يلبث إلا ليتوج بحب الشعور .
حب النشوة : وهو الاستئناس بالشخص بمجرد إبراز احدى خصاله ومن هنا تتبدى احد جوانب " شريعة " هذا الشخص في حياته وعمله وما الى ذلك , ويأتي المثال باستذكار مقالة سمو الحب للرافعي , ما بقي لسهم بن عبد الله حينئذ من مناص ولكن ........ " لولا أن رأى برهـــــــــــن ربــــــــــه " , فقد أدرك ان ما وقع به من نشوة في غرام تلك الراقصة هو من نشوة الحب ليس إلا , إلا ان ما يسترعي الانتباه اننا نستشف حبا من نوع اخر في هذه المقالة , أجل .......... أنه حب القيمة فوقتها قد لطم شهوته وصرح بحبه قائلا : لن ادع مودتي لك في الدنيا , سببا لعداوتنا في الاخرة وانصرف على صدى الاية الكريمة واربضت وجنتا الفتاة خجلا مما حدث : " الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ...... "
الا ترى ان هناك نشاز في هذا الحب ان كان مجرد تتابع ممل لسلسلة من التطورات الموضوعية , إنك ستجيب نعم لانه من الواضح وجود فاصل لمرحلة انتقالية من نوع الى اخر من العلاقة بينها , وهذا يتجلي في تخلي الشاب عن الاجتماع بمحبوبته , فقد اثر الرحيل بادئا مرحلة جديدة من الحب , وفصلا جديدا في علاقتهما فقد اثر تتويج حبهما بالجماع لانه لو توج سيبقى .......... نشوة ليس إلا .
حب القيمة هو أن تشعر بقيمة من تحب , وقد نرى منطقية التسمية من خلال اهماله للكمية , بموجب أنك تجد العيوب بمن تحب , ومع ذلك تتقبله , فنرى الكمية هنا مهملة تماما واقصد بالكمية التصرفات والخدمات وغيرها من مصالح العامة .
وهنا نستشف جلاء مفهومين جدد الا وهم الفهم والتفسير , فالفهم اصطلاحا هو الامام وادراك الحادثة , اما التفسير فهو الامام بالسبب " الحادثة " و ربطها بالمسبب , فلو اتبعنا الفهم المحض المجرد من دراسة عقائد المسبب لن ندري تماما ما فعل ولما وقد ينتهي الامر بالابتعاد والنفور من هذا الشخص , ومن هنا تبدأ المشكلة يقوم الطرف الاخر بزيادة ما يقوم به ظنا أنه غير كافي دون أن يلاحظ أنه يسقي أشجارا من حنضل كلما كبرت ازدادت سمية ونمت على أنقاض العلاقة بين الفردين إلى أن ينتهي الأمر بالهجر وأنكار أفعال الشخص وهنا تتم إصابة الشخص بأزمة وجودية مرحلية نتاج ما حدث رغم أنه لا يدري ماذا جرى , لكن لو عرف الناس الناس وما هي عقائدهم لاستنتجوا شريعتهم وايقنوا نظامهم , من هنا يأتي التفاهم وتجبر فراغات القفز في تلك المرحلة الانتقالية من نشوة الى قيمة ووصولا إلى حب الشعور .
حب الشعور وهو أن تتحرق شوقا للسماع من صديقك وأن تسأل عنه دوما وأن تناجيه وكأن انجح من فيه هو رسولنا عليه الصلاة والسلام فقد كان الحجر يسلم عليه وكانت النخلة ان ازاح يده عنها بكت .............
فهاهي اقسام الحب التي اخبرنا بها ومن هنا اعلم تماما ان ما قد خسرته من اصدقاء لربما كان من زللك وقصر نظرك فلا تسئ للناس , وكما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " حسن الظن من حسن العبادة " .
أما الان فنتحدث عن الكره , وكما استبقنا الحديث أن كل إنسان ينأى بنفسه عن النبذ بأن يترك تأثيرا بالاخرين وإن كان سلبيا !
أما هذا فلاأنه من طباع بني البشر حيث أن مفتاح كل إنسان هو الحاجة إلى القوة أولا , وثانيا الحاجة إلى التواصل الاجتماعي مع الاخرين ولا بد لنا أن نجد أن كلاهما مترابطتان معا في جبل الناس إلى أنواع كما _ إن جاز التعبير _ في حديث ابن القيم عن تصنيف الناس طبقا لسلامة قلوبهم إلى صادق قوي وصادق ضعيف ومعلول وميت . علاقات تلك الفئات معا قد نصفها على أنها حرب مترامية الاطراف . لكن قبل وصف هذه الحرب نعود للحديث عن هذه الاجناس
اولا الصادق القوي وهو من صدق نفسه في سره وصدق ارادته فأفشاها للملاء فأصبحوا مفسرين لما يفعل رابطوه بتلك القيمة المتأصلة لديه فقد خبروا محرماته وواجباته وما عابوه كيف لا وهم من يفسرون فهم ها هنا قد اذيبت نشوتهم وارادتهم بالاقتناع بما فعل .
ثانيا الصادق الضعيف وهو من وقع في فوضى الجد والعزم اما الجد فهو صدق الجهد والبذل والعزم فهو صدق الارادة فكيف لمن غلب الجد على العزم ان يفسر ويفهم كيف وهو فاقد للمعنى فلا يعطيه
ثالثا المعلول هو من خيل للناس أنه صادق في ارادته نافذ القلب يدرك ما هو الا انه من الداخل لايدري من هو إلا أنهم صدقوه لأنه لا يعرف الحقيقة
رابعا الميت فاقد الارادة والجد فهو لا يؤثر بغيره من حب او كره وبذلك فهو لن يتأثر فالسببية دورية
وهذه الالوان تتمحض من تلك الحاجات وتنبثق منها تعاملاتنا في مؤسساتنا ومجتمعنا
فالاول هو ذاك الصاعد من مجتمع فأفراد فجماعة في علاقاته وهو وحده من يعيش حب القيمة والشعور
اما الثاني فقد عابه الثالث فأصيب بما سمي بالأزمة الوجودية فما عاش الأ في مجتمع قد حلبه فاستهلك وعقر وما كان دواء عقره إلا التنظير على الاول وهنا بدأنا نعيش أول أنواع الكره ألا وهو الانتقام من الاول
والثالث ما إن صعد في الصباح الا أنه عاد الى عشه يلعق جراحه فهو غراب لايطير وما جرحه الا رؤية وهذا وذاك يعملان فيباشر تقريع نفسه والافتراء عليها بأنه قد فشل وكيف فشل أنه لا يدري فهو لا يعرف الفشل وهنا تكون قد ضيقت ثغرته التي يحارب منها فيضيق به الحصار وما هو الا هدوء سبق عاصفة حقده على الاول
والرابع فهو ميت
من هنا نستدل ان حاجتي كشخص تدفعني لذلك ان لم اطفئها انتهينا الى ما ذكرناه
لكن اخماد هذه الحاجة في اصله يكون باصلاح النفس
لكن كيف تنتظر لعقول خاطبت اشخاصا ان تفهم هذا
وهذا جل ما يحدث في مجتمعاتنا من تسفيه للاوائل فللاسف هم من نبذ
ومن هنا نرى انه ما من معيب لسيكولوجية المنبوذ ..... " من احد الزوايا فقط " لكنه ابتلاء لاصحاب الهم وشعل الهمة في مجتمعنا فالباحث في التاريخ يجده لا ينأى بذبح علمائه وسفك عفيفاته والامثلة كثيرة اقولها لكل شابة وشابة فيا أخواتي انظري الى زينب الغزالي و أسماء البلتاجي ويا أخوتي هاكم البنا والمودودي وغيرهم
من هم بهذا احبب بكلامي ان اذكره بأن العقول الكبيرة من تخاطب الافكار , امضي بدربك وتوكل
" الله بفرجها "