كان يرتدي قميصا أزرقا، تفوح منه رائحة العطر الذي أهديته إياه في يوم خطبتنا ، كان أنيقا كعادته، مبتسما، كان جميلا جدا هذه المرة، أجمل من أي مرة رأيته فيها .. ---
هل قال شيئا ؟
- أخبرني عن القصر الذي بناه ..
--- وماذا أيضا ؟ -
كنت في حالة من الذهول، كما هو، لم يتغير فيه شيء، تمشيطة الشعر ذاتها، حركات الأصابع، النظرة نفسها، لم أره منذ زمن ! أوصاني أن أذكره بعد كل صلاة فجر، ذكّرني بالعهد، عهد المحبة الذي كتبناه قبل يوم من الزفاف وزخرفناه بالألوان كالأطفال، كنا فرحين ببعضنا جدا.. حدثني عن كثير من الأشياء، بث لي أشواقه !! بكيت بصمت، ضمّني، حدثني عن الأتقياء، ضمني بقوة أكثر وهمس في أذني : "ما زلت أحلم بتلك الطاولة التي سنأكل سويا عليها تحت سقف بيتنا، حققي حلمي الأخير " ، تركني، لوح بيده من بعيد ثم قال: "أنتظرك ، فاعملي بجد كي يكتمل اللقاء ، كوني على قدر ! "
--- ألم تحلمي به قبل ذلك ؟
- لم أر طيفه حتى ! أفقت من حلمي وضممت وسادتي وبكيت
شوقا ، إنّها الذكرى الثالثة لاستشهاده .
.
إيمان العموش
هل قال شيئا ؟
- أخبرني عن القصر الذي بناه ..
--- وماذا أيضا ؟ -
كنت في حالة من الذهول، كما هو، لم يتغير فيه شيء، تمشيطة الشعر ذاتها، حركات الأصابع، النظرة نفسها، لم أره منذ زمن ! أوصاني أن أذكره بعد كل صلاة فجر، ذكّرني بالعهد، عهد المحبة الذي كتبناه قبل يوم من الزفاف وزخرفناه بالألوان كالأطفال، كنا فرحين ببعضنا جدا.. حدثني عن كثير من الأشياء، بث لي أشواقه !! بكيت بصمت، ضمّني، حدثني عن الأتقياء، ضمني بقوة أكثر وهمس في أذني : "ما زلت أحلم بتلك الطاولة التي سنأكل سويا عليها تحت سقف بيتنا، حققي حلمي الأخير " ، تركني، لوح بيده من بعيد ثم قال: "أنتظرك ، فاعملي بجد كي يكتمل اللقاء ، كوني على قدر ! "
--- ألم تحلمي به قبل ذلك ؟
- لم أر طيفه حتى ! أفقت من حلمي وضممت وسادتي وبكيت
شوقا ، إنّها الذكرى الثالثة لاستشهاده .
.
إيمان العموش